الرؤية البلاغية للجاحظ في ضوء أساليب القرآن وإعجازه

الملخص

تناول البحث موضوع الرؤية البلاغية للجاحظ في ضوء أساليب القرآن وبيانه، حيث أشرت إلى أنماط التفسير في عصر الجاحظ، وإلى رأي الجاحظ في مفسري عصره، وتظهر رؤية الجاحظ في إعجاز القرآن، ومكانة الدرس البلاغي في مؤلفاته المختلفة والمتداولة، منها: نظم القرآن الذي يبحث في تفصيل أُسلوب القرآن وعجيب نظمه، ويقف عند آياته مفصلاً ومبيناً وجوه الإعجاز وأسرار الروعة في التعبير بالقياس إلى كلام العرب.

 ويرى الجاحظ أنَّ الإعجاز متصل بالنظم وحده بصرف النظر عما يحويه القرآن من المعاني، والجاحظ هو من تتمحور عليه فكرة البحث، وعلى الدرس البلاغي عنده، هذا الدرس الذي ظل حلقة مفقودة، جعلت القرآن قِبلة لدراستها، وقد تبنّى الكثير من دارسي كتب الجاحظ وأدبه، إحياء الدرس البلاغي، والبحث عن نكت الإعجاز في القرآن الكريم، كطريقة سليمة ومنهاجٍ، والجاحظ علمٌ من أعلام البلاغة، وإمام من أئمة البيان، وفارس من فرسان التذوق للجمال، وباحثٌ قديرٌ في أسرار القرآن الكريم وإعجازه، درس اللغة والأدب والبلاغة على أئمة علمائها، وأخذ أصول الاعتزال عن رؤسائه، وأمتاز عنهم بذوقه الأدبي الرفيع، والجاحظ لا ينسى تحكيم الذوق الفني في أسلوب الآية إذا اشتجر فيها الخلاف، وهنا تبرز مقدرته الفنية، وتتجلى حاسته البلاغية في تذوق النصوص القرآنية، وتتضح معرفته بدقائق نظم الكلام، ويظهر اطّلاعه على ضروب القول عند العرب، ثم استيعابه الدقيق لبيان القرآن وأهداف تعبيره، وإدراكه أنه في الدرجة العالية من البلاغة التي لم يُعهد مثلها في تراكيبهم، وتتقاصر عنها درجات بلاغتهم.